توفيق حجازى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

توفيق حجازى

توفيق حجازى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تم إنشاء موقع الفنان الأستاذ / توفيق حجازي إهداء من حمام مسعد
اجمل التهانى وارق الامانى للعضوه عاشقه الضاد بمناسبه الخطوبه السعيده
بدء دورات الخط العربى بقر الجمعيه

    الخط العربى فى البلاد الاسلاميه

    توفيق حجازى
    توفيق حجازى
    Admin


    عدد المساهمات : 682
    تاريخ التسجيل : 04/05/2010
    العمر : 63

    الخط العربى فى البلاد الاسلاميه Empty الخط العربى فى البلاد الاسلاميه

    مُساهمة  توفيق حجازى الأحد يونيو 27, 2010 12:30 am

    ثانياً الخطُّ العربي في البلاد الإسلامية :
    انطلق الخط العربي الذي كُتِبَ به القرآن غازياً ومعلِّماً مع الجيوش الفاتحة إلى الممالك المجاورة والبعيدة . فكتب الفرس لغتهم بالحروف العربية وابتكروا الخطَّ الفارسي”التعليق" بيد مير علي التبريزي المتوفى سنة 919هـ كما حوَّروا الخطَّ الكوفي فأصبحت المدَّات فيه أكثر وضوحاً .
    أمَّا الترك فحوَّلوا خطَّ الرقاع وابتكروا الهمايوني (الديواني) بيد الأستاذ إبراهيم منيف كما وضع ممتاز مصطفى بك قواعد الرقعة سنة 1270هـ وقد ورد في كتابِ مصوَّرِ الخطِّ العربي رسالةً كتبها الوزير يوسف باشا للسلطان عبد الحميد الأول ـ والرسالة والشرح كانا بخطِّ الرقعة ـ وفي حياة ممتاز مصطفى - المولود عام 1225هـ في اسطنبول - أنه كانَ يقوم بتعليم الخطِّ للسلطان عبد الحميد . وفي الأندلس رأينا صوراً أخرى من الحفاوة التي لقيها الخطُّ العربي بعيداً عن موطنه فقد اهتمَّ الحكَّام بالخطِّ العربي وتعلَّموه ونسخوا به الكتب لا سيما المصاحف كما اهتمَّ سواد الناس بالمخطوطات ذات الخطِّ الجميل، ويذكر المقري قصةً عن الحضرمي، قال: أقمت مرَّةً بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدَّةً أترقَّب وقوع كتابٍ كانَ لي بطلبه اعتناءً إلى أنْ وقع وهو بخطٍّ جيدٍ وتسفيرٍ مليحٍ ، ففرحت به أشدَّ الفرح فجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إلى المنادي بالزيادة علي إلى أنْ بلغ فوق حدِّه فقلت له يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى أبلغه إلى ما يساوي قال : فأراني شخصاً عليه لباس رياسةٍ فدنوت منه وقلت له : أعزَّ الله سيدنا الفقيه إنْ كان لك غرضٌ في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغتْ به الزيادة بيننا فوق حدها . فقال لست بفقيه ولا أدري ما فيه ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت فيها لأتجمَّل بين أعيان البلد وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب فلما رأيته حسن الخطِّ جيد التجليد استحسنته ولم أبال بما أزيد فيه.
    ثالثاً الخط العربي في ما وراء النهر :
    دخل الإسلام بلاد ما وراء النهر (وسط آسيا) مع الفتوحات العربية التي تمَّت في القرن السابع الميلادي، وقد اعتنقت شعوب تلك المنطقة الدين الإسلامي ومِنْ هذه الشعوب كانَ الشعب الأوزبكي الذي تمثَّل هذا الدين كما تمثَّل اللغة التي جاءت معه اللغة العربية ، فأقبل أفراد الشعب عليها تعلُّماً ودراسةً ، ومن ثُمَّ أصبحت العربية سائدةً بين الناس، حتى إنهم ألَّفوا بها كتبهم وعلومهم إلى جانب اللغتين الفارسية والتركية، وتدارسوا مختلف فنون الأدب العربي ومنها الشعر ومن أهمِّ المؤلفات في هذا المجال كتاب الشاعر الخوارزمي شير محمد مؤنس (1829-1878م)، الذي ألَّفه بعنوان "سوادي تعليم" أي (مبادئ تعليم الكتابة والقراءة)، وهو كتاب مدرسي،وكان لهذا الكتاب أهميةً بالغةً في المجال التعليمي والتنويري، وقد وصف بمهارةٍ تامَّةٍ كلَّ الحروف المبنية على الأبجدية العربية كتابةً وقراءةً على السواء، وكانَ هذا الكتاب يتميَّز بإبداعه حيث أنه في بداية الأمر يتناول حَمْد الله والثناء عليه، ثُمَّ الصلوات على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلَّم، ثُمَّ مَدح حكَّام عهده، ووصْفِ الأساتذة والخطاطين الذين اخترعوا أنواعاً مِنَ الخطِّ، وخلال وصفه لهم كانَ دائماً يذكر أشهر علماء النحو والصرف العربي، ومن بينهم ابن الحاجب الذي اخترع أروع أنواع الخطِّ العربي، وكتب عنه ما يلي:‏ جمع الفضل في كل العلوم‏، وفي كل حكم كان نافذ القول،‏ وفي علمه كان يُوجب احترام أهل العلم.‏
    وقام الشاعر مؤنس بشرح كتابة كلِّ حرفٍ في الأبجدية وصيغته وعلاقته بالحروف الأخرى،.‏ وبفضل انتشار الكتابة العربية عند شعوب وسط آسيا تطوَّر في المنطقة فنُّ الكتابة وفنُّ الخطِّ العربي، وقَدْ كانَ هذا الخطُّ من الذخائر المعنوية، وكانَ الخطاط يُقدَّر تقديراً عالياً لإتقانه هذا الفنَّ الرائع ،
    وقام العالم الأوزبكي "مرادوف" ببحوثٍ علميةٍ في دراسة تاريخ الخطِّ العربي وفنّه في وسط آسيا، معتمداً على الرسالة العلمية لخطِّ العلامة "محمد ابن حسين الطبي" و "الحبيب"، فقد أشار إلى أنَّ أنواع الخطِّ العربي كانَ عددها يناهز الستة والثلاثين خطاً، علماً بأنها كانت هي نفسها خطوط الكتابة الأوزبكية القديمة المبنية على الأبجدية العربية، وعدَّدها كما يلي:‏
    الكوفي، والتمار، والجليل، والمجموع، والرئاسي، والثلثان، والنصف، والجوانهي، والمثلث، وغباري الحلية، والمنصور، والمقترن، والحواشي، والأشعار، واللؤلؤ، والمصاحف، وفزاح النسخ، والغبار، والأحد، والمعلَّق، والمؤامرات، والمعماة،والمحدث، والمدمّج، المكوّر، والممزوج، والمفتاح، والمؤلف، والمخفف، والمرسال، والمبسوط، والتوءمان، والمعجز، والمخلع، والديواني، والسياقة.

    ‏يظهر مما سبق أنَّ الخطَّ العربي تطوَّر في منطقة وسط آسيا تطوُّراً كبيراً، وفي أثناء حكم الأمير تيمور اختُرع نوعٌ من الخطِّ الأوزبكي القديم المبني على الأبجدية العربية سمِّي بخطِّ النستعليق ، فقد قام كبير الخطاطين "مير علي التبريزي" و "سلطان علي مشهدي" باختراع هذا الخطّ، وشاع استعماله في فنِّ صناعة الكتب في وسط آسيا ، وقد أسس الخطاط "مير علي هراوي" -من هراة- مدرسة بخارى للخطِّ، وتعلَّم عليه خطاطون كبار مثل: حلوان، ومير عبيد، والمولى ساقي محمد، وقولنكي، وعبد الله كاتب، الذين ألَّفوا العديد من كتب الخطِّ العربي في البلاد، واشتُهرت مؤلفاتهم حتى وصلت إلى الشرق العربي أيضاً.‏
    وكان ثمّة عاملٌ مهمٌ لتصبح بخارى من أكبر المراكز للخطِّ العربي، فبعد الفتوحات الإسلامية في وسط آسيا تحوَّلت هذه المدينة إلى مكانٍ مهمٍ للحضارة الإسلامية والثقافة العربية، وشُيِّد فيها الكثير من المدارس والمساجد والمراكز العلمية، وقام أغلب العلماء والفقهاء والمحدِّثين والمؤرخين بتأليف كتبهم في مسائل الدين الإسلامي الحنيف في هذه المدينة بالذات، كما أتى إليها الطلاب من جميع أقطار الشرق للحصول على العلم والمعرفة، فساعد هذا في تطوُّر فنِّ الكتابة والخطِّ العربي، وهكذا أصبحت بخارى من أكبر المراكز العلمية لفنِّ الخطِّ العربي في منطقة وسط آسيا وبلاد السند والهند أو ما وراء النهر .


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 3:30 pm