فن العماره الإسلاميه
يعتبر فن العماره الإسلامى من أوسع الفنون إنتشاراْ فقد إمتدت الإمبراطوريه الإسلاميه من الهند وآسيا الوسطى شرقاْ إلى الأندلس وبلاد المغرب غربا ْومن جنوب إيطاليا وصقليه شمالاْ حتى أواسط أفريقيا جنوباْ.
أخذت العماره الإسلاميه فى التطور من عهد النبى(ص) حتى الآن من البساطه والخشونه إلى قمة الجمال والروعه .
ففى عهد الرسول (ص ) لم يعرف من العماره سوى دار الرسول (ص) وبعض المساجد المبنيه بالطوب اللبن وأسقف من سعف النخيل محاطه بجدران أربعه وقد تحاط فى بعض الأحيان بخندق محفور – والسقف مقام على أعمده من جذوع النخل أو الأعمده الحجريه المأخوذه من المعابد والكنائس القديمه
بعد إنتقال الخلافه إلى دولة بنى أميه فى دمشق ظهر أول الطرز المعماريه الإسلاميه أهمها قبة الصخره ببيت المقدس والمسجد الأموى بدمشق وبعض القصور .
إنتقلت الخلافه إلى بغداد فى عهد الدوله العباسيه حتى ظهر تخطيط المدن يتوسطها القصر والجامع وتحيط بها الأسوار الخرجيه بها مداخل كذلك فى عهد الفاطميين أنشئت مدينة القاهره وشيدت الأسوار الحربيه للدفاع عنها وحصنت الأبراج والبوابات وأهمها : باب الفتوح – باب زويله .
إمتاز عصر الدوله الأمويه بالعماره الحربيه ولا سيما القلعه
فى عهد المماليك ظهرت الأضرحه والمدرسه
فى المغرب والأندلس ظهر الطراز الأسبانى الذى يمتاز بعقده على شكل حدوة الفرس .
فى تركيا ظهرت المآذن الرفيعه الطويله ذات الرؤس المدببه والمخروطيه وأنصاف القباب مثل مسجد السلطان أحمد
فى العماره الفارسيه حيث العقد الفارسى المدبب والمآذن الإسطوانيه التى يعلوها شرفات كالفنار
وتمتاز العماره الهنديه بإستخدام العقود الفارسيه ذات الفصوص والمآذن الإسطوانيه أو المضلعه مع ظهور القباب بأشكالهاالبصليه ومن أهمها ضريح (تاج محل )الذى شيده شاه جيهان .
القيم الجماليه للعماره الإسلاميه
1- التنوع
وهو عدم تكرار التفاصيل حتى داخل المبنى الواحد ويبدو ذلك من خلال ... النوافذ الجصيه – القباب - المنابر الخشبيه – حيث الأشكال الزخرفيه تتعاقب فى مالا نهايه فى تنوع خصب فتحوير الزهور والإستنباط المتنوع لإستقبالها والتوفيق بينها ينبئ بقدره على الإبتكار حتى لتبدو وكأن معينها لاينضب
2-الضخامه
مثل مسجد السلطان حسن غير أن هذه الضخامه لاتهمل المقياس الإسلامى الإنسانى وذلك بتجزئة عناصر المبنى وتوزيعها بطريقة منطقيه تجمع بين وحدة التصميم وتعدد العناصر حيث تسمو ضخامة العماره بالإنسان إلى أعلى
3- اتساق الزخارف ووحدتها
حيث كان العامل الهام فى تحقيق الجمال يكمن فى مراعاة النسب والمقاييس التى تتفق ووجدان الإنسان المسلم
تنوع العمائر الأسلاميه فى مصر
تنوعت العماره فى مصر وتمثلت فى مختلف الحضارات المتعا قبه على حكمها مثل :-
المسجد
وكان لإقامة شعائر الدين والصلاه (مسجد الحسين –مسجد محمد على – مسجد السيد عائشه )
الجامع
ظهر فى عواصم الدول الإسلاميه يجمع إلى جانب الصلاه بعض أمور الحياه مثل (الدراسه –الزواج...............
مثل (الجامع الأزهر –الجامع الأموى )
المدرسه
تأسست فى عهد المماليك لمحاربة المذهب الشيعى الفاطمى وإلى جانب إقامة الشعائر الدينيه تنقسم إلى أربعة إيوانات لتعليم المذهب السنى على المذاهب الأربعه (الشافعيه-المالكيه –الحنفيه –الحنبليه ) أهمها مدرسة السلطان حسن
الضريح
مكان يدفن فيه المسلمون بدأت بشكل مربع له باب فى كل جانب ثم ظهرت القبه تعلو البناء المربع كما فى (ضريح السبع بنات )
المشهد
يطلق على المكان الذى يدفن فيه الشهد وأحياناْيوضع به نصب تذكارى ويطلق علي المشهد أحياناْ إسم ( المزار) وقد شوهد لأول مره فى الإسلام فى (قبة الصخره) المشهد الذى بناه عبد الملك بن مروان ومن أمثلته(مشهد زين العابدين – ومشهد السيده نفيسه )
الرباط
نوع من المبانى العسكريه يسكنها المجاهدون الذين يدافعون عن حدود الإسلام توجد فى أركانها أبراج للمراقبه (اصبروا وصابروا ورابطوا ) . ومن أهمها :- رباط الصاحب – رباط الفخرى خارج باب الفتوح بناه عز الدين أيبك الفخرى أحد أمراء الظاهر بيبرس
مبان عسكريه
كالقلاع والأسوار مثل : قلعة صلاح الدين وسور مجرى العيون
الخوانق
جمع خانقاة وهى كلمه فارسيه أطلقت على البيوت التى أقيمت لإيواء الصوفيه مثل الخانقاة الجماليه (مفلطاى الجمالى )-الخانقاه الظاهريه (الظاهر برقوق)
التكايا
ظهرت فى عهد الأتراك العثمانيين للإيواء الدراويش المنقطعين للعباده
السبيل والكتاب
كان السبيل فى الأصل ملحقاْ فى أحد أركان المسجد للشرب وفى أغلب الأحيان يعلوه مكان لتحفيظ القرآن الكريم يعرف بالكتاب وأهمها سبيل عبد الرحمن كتخدا وأم عباس
البيمارستان
معناها بيوت المرضى أو المستشفيات مثل بيمارستان قلاوون
الخانات والوكالات
الخانات هى الفنادق التى يبيت فيها الناس وتحتوى على محال تجاريه أسفل مثل (خان الخليلى ) أما الوكالات فكانت أبنيه ضخمه يأوى إليها المسافرون والقوافل وكانت تحتوى على مداخل مشيده من الأبراج والعقود الشاهقه ويوجد للخان فناء تربط فيه دواب المسافرين ، والدور الأرضى غرف مفتوحه على الفناء تودع فيها المتاجر وأخرى تطل على الشارع الخارجى وتؤجر كحوانيت للتجاره تعلوهاغرف للسكن مثل (وكالة الغورى )
القباب والقياسر
كانت مظهرا من مظاهر العماره إمتازت بأقبيتها العظيمه وعقودها الفخمه مثل (سوق النحاسين –سوق المكفتين –سوق النجارين ) وتحتوى القيسريه على أسواق متعدده بغرض البيع والشراء
الحمامات
روعى فى تصميم الحمامات وجود ثلاث قاعات بارده ثم دافئه فساخنه حتى لا يؤذى المستحم من الإنتقال من الجو البارد إلى الحار أو العكس وتسخن القاعات بواسطة مد أنابيب النار تحت أرضيتها وكانت مواسير الماء الحار تجرى فى جدران تلك الحمامات وتحت أرضيتها
القصور
تشمل القصور طابقا أرضياْ للرجال ويسمى (السلاملك ) وطابقا علوياْ للحريم يسمى ( الحرملك ) كما لوحظ أن أغلب القاعات المهمه التى كانت فى الطابق الأول تطل على الجهه البحريه لإستقبال النسيم عند إشتداد حر الصيف .
العناصر المعماريه الإسلاميه
1- المآذن :-
لم يكن هناك مآذن فى عهد الرسول (ص) ثم تفنن المعماريون فى عمل مآذن مرتفعه فيها المؤذن للصلاه . واختلفت فى شكلها وتصميمها حسب طراز كل دوله
فى أفريقيا والأندلس كانت على شكل البرج مثل مئذنة جامع (سيدى عقبه ) – جامع قرطبه
فى مصر تطورت وبخاصة فى العصر المملوكى وهى ذات قاعده مربعه مشطوفه الأركان العلويه حتى تأخذ شكلا مثمناْ ثم يستمر بناء المأذنه مثمنا ْدوره أخرى ثم يتحول البناء إلى شكل إسطوانى يحمل خوذه محموله على أعمده وفى الغالب فالمئذنه ذات ثلاثة أدوار الأول مربع والثانى مثمن والثالث إسطوانى
وفى الطراز التركى تكون مستديره وممشوقه تنتهى من اعلاها بمخروط مدبب مثل مئذنة جامع محمد على بالقلعه وفى إيران على شكل إسطوانه ولايوجد بها مكان للمؤذن
وفى الهند فالمأذنه تضيق كلما إرتفعت وتزينها شرفات وتضليعات
2- القباب :-
توجد أحياناْ فوق مدخل رواق القبله أو فوق المحراب أو على الأحزمه . وتمتاز بارتفاعها وتناسق أبعادها وزخرفة سطحها بزخارف متنوعه
· فى الطراز التركى على شكل نصف كره
· فى إيران والعراق تأخذ شكلا بصليا وتغطى بالقيشانى
· فى أفريقيا كانت على شكل نصف كره وليس لها زخارف خارجيه
3- الغقود:-
إستخدم المعمارى المسلم العقد النصف دائرى والعقد المدبب والعقد الفارسى والعقد ذو الفصوص الذى كان يستخدم كحليه فى البوائك الصماع ومن أجملها العقد الزخرف بالمقرنصات الموجود فى الطراز المغربى الأسبانى
4- الأعمده
إستخدمت فى بادئ الأمر الأعمده المنقوله من المبانى الرومانيه القديمه ثم أبدع الفنان المسلم أنواعا جديده بعضها إسطوانى وبعضها مثمن وتيجانها تشبه زهرة الرمان عند تكوين الثمره وبعضها يشبه القله , وتكثر الأعمده فى مساجد مصر وأحياناْيضم عمودين بجانب بعضهما يحملان تاجين ملتصقين .
كما ظهر عمود له تاج على شكل هرم ناقص ومقلوب زخرفة جوانبه بحليات المقرنص
5- المقرنصات
أو الحطات ومفردها مقرنص أو حطه وهى عباره عن وحدات هندسيه ذات وظيفه معماريه استخدمت فى العماره المملوكيه خاصة فى تشييد الفباب وذلك لتحويل المسقط المربع إلى المسقط المستدير لوضع القبه فوقه
6- الأبواب
إهتم المسلمون بالأبواب على أساس أنها عنصر ممارى هام فصنعت الأبواب الخشبيه وكسيت بصفائح النحاس المخرم تخريماْ زخرفياْ على أشكال نجوم هندسيه وأحياناْأشكالا لحيوانات مختلطه بزخارف نباتيه كما كان الإهتمام بسمات الأبواب التى صنعت بدقه وغايه في الروعه والجمال .
الخصائص الفنيه للعماره الإسلاميه
1- إرتفاع المأذنه يسموبالمسلم إلى أعلى بعيداْ عن الدنيا
2- القبه نصف دائريه كالسماء التى تحيط بالدنيا
3- صحن المسجد مكشوف ينظر منه على عالمه الخارجى
4- إنتشار المقرنصات في العمارة
5- إرتفاع المبانى وضخامتها وإتساعها وإرتفاع الأبواب تعبيراْ عن العظمه
6- الإهتمام بإيوان القبله مع إستخدام خامات أخرى وزخرفتها فى أشكال بديعه مثل الرخام والأحجار الملونه
7- أستخدام أرخص الخامات وتحويلها إلى أغلى تحف فنيه بهرت العالم
8- استخدام الخط العربى فى تزيين المسجد والمبانى لما له من دور جمالى فى البناء المعمارى للشكل