|
سالت دموعـي و اقشعـرّ جنانـيإذ راودتْني فـي الكـرى أشجانـي |
و سكَبْتُ مثل الطفل عَبـرةَ واجـفٍفـي مقلتيـه مـن العـذاب معـانِ |
يبكي و يذرفُ في الدمـوع حكايـةًو القلـبُ يُبـدي شـدّة الخفـقـانِ |
و الليـلُ يرقبنـي بطـرفِ ذهولـهِمتعجّبـاً مـن معْشـر الإنـسـانِ |
يا ليلُ مهلكَ هل سمعتَ عن الجـوىيـا ليـلُ هـذاكَ الـذي أبكـانـي |
رحَلتْ و ألفَتْ فـي الفـؤاد صبابـةًفغـدوتُ أترعُهـا بـكـأسٍ قــان |
راحٍ تكمّـنَ فـي خفايـا لحظـهـايسـري بحشـوِ الخافـق الولهـانِ |
قد ذقتُها قبـلاً, و أسكرَنـي النـوىو اليـوم تسكرُنـي ببيْـنٍ ثــانِ |
ويْ من جفاها حينَ تخفـي وجدَهـاو تُبينُ وجـهَ الكِبْـرِ و العصيـانٍ |
يا من سلبتِ القلب حسبكِ لـم أكـنْممّن يـرومُ هـوى الغـرامِ الفانـي |
كُفّي بربّـك عـن مُصارعـةِ الهُيـامِ و قتل نفـسِ الحـبّ و الوجـدانِ |
إنّـي لأعلـمُ أنّ ثـغـركِ كــاذِبٌو بـأنّ شقّـي فيـكِ يصْطنـعـانِ |
الحـبّ بـادٍ, أن كتمـتِ حديـثـهُسيضـجّ نبـضُ القلـب بالإعـلانِ |
و الشوقُ بادٍ, قـد كتمـتِ ظهـورهُلكنّـمـا عـيـنـاكِ باكـيـتـانِ |
أوهلْ نسيتِ العهـدَ ويحـكِ بيننـاعهدَ الوصـالِ و نحـنُ منفصـلانِ |
يا ربّةَ العينيـن و الجفنيـنِ والـرمشينِ و القلـبِ الصغيـر الجانـي |
حوّاءُ مـا كانـتْ قبيلـكِ تقتـلُ الأكبـادَ مـن لحـظِ الغـوى الفتّـانِ |
لحـظٌ و ربّـي مـا رأيـتُ نظيـرهُمــعْ خِـلّـهِ ,والله مُعْـجـزتـانِ |
و الثغرُ موطنُ كيدهـنّ و موطنـيو إليـهِ منتسـبٌ و فيـه مكانـي |
لمياءُ يمشي السحرُ فـوق شفاهِهـامتبخـتـراً و مُفـاخـرَ الأقــرانِ |
سألتْ و كان الشوقُ فـي لمحاتهـاو عيونُـهـا لـلـردّ نـاظـرتـانِ |
هل تعشقنّ فقلتُ أقسمُ قـد عشـقتُـكِ دونَ عشـقٍ أو غـرامٍ ثــانِ |
فَهَمَـتْ مدامعُهـا علـى وجناتهـاو ترقرقـتْ فـي رقـةٍ و حـنـانِ |
قالتْ فديتُك,هل بكيتَ مـن الجـوىفاسمـعْ لقـد أبكـاكَ مـا أبكانـي |
فلقد رماني الصـبُّ أعـدلَ سِهمِـهِقَصَـمَ الفـؤادَ فشلّنـي, أودانــي |
قلتُ ارعـوي هـل أستحـقُّ لآلئـاًمِـن مقلتيـكِ و هـنّ دامعـتـانِ؟ |
فضممتُها و القلـبُ يُرعِـدُ راجفـاًو فـؤادُهـا قــد ردّ بالخفـقـانِ |
و بريئـةٍ مـرّت عـلـيّ كأنّـمـامـرّ النسيـمُ الرطـبُ بالأغصـانِ |
ترثـي حبيبـاً مـا بكـى لجمالهـاو عيونُهـا بالـصـبّ طافحـتـانِ |
و الحـبّ تعجـزُ ردَّهُ عـن نفسهـاو تُسـرُّ بـالإعـلانِ, بالكتـمـانِ |
قصّتْ علـيّ مـن الغـرامِ قصيـدةًأبياتهـا قِطَـعٌ مــن الأحــزانِ |
هاكِ الهوى في متنِ نَصّ قصائـديوجداً تطايـرَ مـن لظـى نيرانـي |
الحبّ يـا بنـت الأكـارمِ مهنتـيفـنّ النـوى أو حِرفـةُ النسـيـانِ |
أتقنتُ ألـوانَ الصبابـةِ و الجـوىو سلي الحبيبـةَ ,جرّبـتْ ألوانـي |
مُذ هفهفتْ برموشهـا و تمايَسَـتْو تبسّـم الثغـرُ الرقيـقُ الحانـي |
رقَصَ القريضُ على جدائلِ رمشها المكحولِ رقـصَ المدنـفِ السّكـرانِ |
بضـعٌ سنينـاً دونهـا و كأنّـنـيمـرّ الزمـانُ علـيّ تلـوَ الثانـي |
و نظرتُها بعـدَ انتظـاري صعّـرتْخـدّ الحنـانِ و موْضـعَ الإحسـانِ |
جادتْ علـيّ مـن الجفـاءِ عطيّـةًفـإذا بعينَـيْ خافـقـي تكِـفـانِ |
إنّي لأقسـمُ مـا سلـوتُ جنانهـافـلأيّ ذنـبٍ صدّنـي و سلانـي؟ |
كلفٌ و كنتُ من الرجـال الشامخـينَ و كنـتُ طـوداً ثابـتَ الأركـانِ |
كلفٌ و كنتُ المشمخـرّ و لـم أزلْجبـلاً أشمّـاً بـاسـقَ البنـيـانِ |
فالشعرُ شعري و القريضُ قصائـديو الحرفُ ملكي و الزمـانُ زمانـي |
أنا لستُ أُلحنُ في الحروفِ أيا ابنهابلْ أنـتَ أطـرشُ, فـارغُ الأذهـانِ |
يـا مـن تعفّـنَ رأيُـهُ بصميمـهِو نمـا فأنبَـتَ عـلّـةَ الغثـيـانِ |
هـلاَّ نَظَـرتَ إلـى نُفيسِـكَ بُرهـةًلتـرى بوجهـكَ قالـبَ الشيْطـانِ |
فاصمِتْ بربّك و انتبـهْ لمضاضتـيو احذرْ مُقارعتي و سَخـطَ لسانـي |
أناْ إن سكتُّ فـإنّ صمتـي مُرهـبٌو لئـنْ غضبـتُ أثـورُ كالبركـانِ |
فلقـدْ جهلـتَ مكانتـي فرَميْتَـنـيو جهلتَ حرفي و احتَقَـرتَ بيانـي |
عندي الجوابُ و إنّ شِعري صـارمٌقـردٌ رمـى أسَـداً وذاكَ رمـانـي |
قد سوّلَتْ لكَ نفـسُ شيطـانٍ لـدودٍ بالغوى,بالفـسـق بالـهَـذَيـانِ |
لوّثتَ نـصّ خريدتـي و خريدتـيكانـتْ بقمَّتِهـا و كنـتَ الـدانـي |
أنا إنْ قطعتُ مـن البلاغـةِ مقطعـاًأضحـى أنيقـاً ناصـعَ الألــوانِ |
فلقـدْ ملكـتُ الشعـرَ دونَ مُنـازِلٍو علوتُ صقراً في فضـا العقبـانِ |
و ملكتُ حرفَ الضـادِ بـتُّ أميـرَهُو أميـرَ جُـلِّ الشيـبِ و الشبّـانِ |
حتّى إذا سمِـعَ الفـرزدَقُ منطقـيلهوى و قـالَ أيـا ربيـعُ كفانـي |
ولأنطقَ الصلـدَ الأصـمّ قصائـديو لصاحَ حسْبُكَ يـا عظيـمَ الشـانِ |
أسمعتُ كـلَّ الكائنـاتِ مشاعـريفبّكّيْنَ من إنـسٍ و جنـسِ الجـانِ |
إلاّ خليلـة مهجتـي لـم تبكِـنِـيفبَكَيْتُ مَنْهَجَهـا العصـيًّ الجانـي |
فالظعنُ ينخرُ فـي الفـؤاد صبابـةًو القلبُ فـي زردِ الصبابـةِ عـانِ |
يا طائر الفينيق خبّـرْ عـن جنـونِ العاشقينَ و أنـتَ يـا كرَوانـي |
قيـسٌ مليـكُ الحـبّ ولّـى عهـدُهُو اتـى ربيـعُ بعهـدِ حُـبٍّ ثـانِ |
العيـدُ جـاءَ و لـم تنلنـي بسمـةٌأقضـي بهـا "عيديّـةَ" الهيـمـانِ |
و الخلقُ لمّـا يفرحـوا مثلـي أنـاو تهـيّـأوا للعـيـدِ بـالأكـفـانِ |
العيـدُ حـلّ علـى الأنـامِ كـأنّـهُفيـضٌ مـن الادواءِ و الأشـجـانِ |
العيدُ أقبـلَ ينـزفُ العبـراتِ فـوقَ خـدودِ ديــنِ اللهِ والإيـمـانِ |
هذي بلادُ العُـرْبِ أضحَـتْ مرتعَـاًللّهـوِ و الإفـسـادِ و الطغـيـانِ |
هـذي سفينـةُ عزّنـا و فخـارنـالكنّـهـا غـرِقَـتْ بــلا رُبّــانِ |
ديسَـتْ لنـا دونَ النّعـالِ مناقـبٌو الــذلّ قابلـنـاهُ بـالإدمــانِ |
هالَ الزمـان علـى البـلادِ نـوازلاًفي القدسِ في يافا و فـي الجـولانِ |
في كـلّ ثغـرٍ مـن ديـارِ الله جـاسـتْ ثُلّـةُ الأوغـادِ و الصُّلـبـانِ |
فانظرْ إلى لبنـانَ, أبصِـرْ عيدَهـاو العيدُ نفس العيـدِ فـي السـودانِ |
عيدٌ مضـى, بغـدادُ أُطفـأ نورُهـاجَبَلٌ هوى, و انهـدّ شُمْـخُ رِعـانِ |
صـدّامُ يـا سيْـفَ الكُمـاةِ مُذرَّبـاًما اسطاعَ-أقسمُ-أن يصيبـكَ كـانِ |
كفكفْ دموعكَ يا ابن دجلةَ و الفـراتِ و يا ابنَ درّ البحـرِ و المرجـانِ |
فلئنْ رحلْـتَ فـإنّ نجمـكَ بـازغٌيسنـو كمثـلِ شقائـقِ النُعـمـانِ |
تاللهِ لـم ترهـبْ خميسـاً أحمـراًأو شابَ قلبَكَ منـه خـوفُ جبـانِ |
تالله مـا رَجَفَـتْ جنابُـكَ خيـفـةًفافخر بنفسكَ مـن بنـي الإنسـانِ |
و اضربْ بنعلِكَ مـن وراءكَ إنّهـمقبلـوا حيـاةَ الـذلّ و الإذعــانِ |
و انظرْ إلى حُلَلِ الملوك من القصـورِ و من لَبوسِ المـاسِ و التيجـانِ |
و انظرْ إلى فكر الملـوكِ تجـدْ بـهِأحـلامَ عهـرٍ أو مجـونَ غــوانِ |
و البـسْ لثامـاً بالسـوادِ مطـرّزاًو أقِمْ عـزاءَ القـدسِ و الشيشـانِ |
و لقدْ أرومُ هجاءَ مـن لا يستحـيلكـنّ قــدْري-و العزيزِ-نهـانـي |
فانفضْ يديكَ من الكلابِ و عدْ إلـىربّ الملـوكِ و حـاكـمِ الأكــوانِ |
فالله ينـصـرُ جُـنْـدة بجـنـودهِبالـدّيـنِ بـالإسـلامِ بـالـقـرآنِ |
يـا ربّنـا إنّـي ببـابـكَ واقــفٌعيناي مـن فـرطِ الأسـى تكِفـانِ |
يا غافرَ الزلّاتِ و الهفَـواتِ و الـذنـبِ العتيـقِ و قابـلَ النّـدمـانِ |
وقَفَتْ دموعي ترتجيـكَ بمحجـريفضـلَ الهـدى و عطيّـةَ الغُفـرانِ |
ربّـاهُ إنّـي قـد دعوتُـكَ راجـيـاًعفـوَ الكريـمِ و رحمـةَ الرحمـانِ |
ربّاهُ فانزعْ من ضلوعـي علّـةَ الإكبـارِ و الخـيـلاءِ و العصـيـانِ |
ربّاهُ مالـي قـد ضَلَلـتُ صراطنـاو نسيـتُ عهـدَ محمّـد العدنـانِ |
صُدِعَ الفؤاد مـن الذنـوبِ القاتـلاتِ الفاتكـاتِ بفـطـرةِ الإنـسـانِ |
إنّي رأيـتُ الدهـرَ ينْفَـدُ مُهطِعـاًو رأيـتُ ساعـاتِ الدُّنـا بـثـوانِ |
و رأيتُ كيفَ الـرومُ كانـتْ درّةَ الدولاتِ و الأقـطـارِ و الـبـلـدانِ |
و رأيتُ كيفَ اللهُ يُمهـلُ ثـمّ يـبْطشُ بالطّغـامِ و دونمـا استئـذانِ |
فلأهلِ عـادٍ عبـرةٌ لـذوي الحِجـىو لقـوْمِ لـوطٍ حكمـةُ و مـعـانِ |
و لقومِ نوحٍ و ابنِ يعقوبَ الصغـيرِ دنـا لـهُ القـمـرانِ يعتكـفـانٍ |
إنّي رأيـتُ مـن الزمـانِ طبائعـاًتُذكـي و تشعـلُ شيبـةَ الصّبيـانِ |
و لقدْ رأيتُ الفـردَ أبغَـضَ عملـةٍوجـهٌ هنـا,و هنـاكَ وجـهٌ ثـانِ |
متقلّـبٌ بيـن الـرجـالِ بمَيْـنِـهِمثـل الرغيـفِ بملعـبِ الـفـرّانِ |
إنّي رأيـتُ الديـنَ أقـوَمَ عِصمـةٍمن نـزغِ شيْطـانٍ و قُبـحِ لسـانِ |
و رأيتُ نفـسَ العالميـن حسـودةًو بهـا سمـومُ المكـرِ كالثعبـانِ |
و رأيتُهـا أمّـارةً بالسـوء كـالـذئـبِ الوليـدِ بحـارةِ السِّـرحـانِ |
إنّي رأيـتُ و كـم رأيـتُ عجائبـاًو رميتُ طرفي في رحـى الإمعـانِ |
حتّـى لقـد دارتْ علـيّ نوائـبـاًفعُجِنـتُ تحـتَ لسانهـا الطحّـانِ |
عجبَـاً رأيـتُ الأكرميـنَ تراهَنـواو تساجلـوا شعـراً بكـلّ مـكـانِ |
لا داعِ يا شعـبَ القريـض تهافُتـاًفأنـا مليـكُ الشعـرِ دونَ رِهــانِ |
رصّعـتُ شِعـرَ الأقدَميـن لآلـئـاًمن زُخْرُفـي و تمائمـي و جُمانـي |
سبْعٌ على عشرٍ مَضَـتْ و قضيتُهـاو أنـا أفيـضُ الشعـرَ كالفيَضـانِ |
السنّ مقياسٌ, و لكـنْ ليـسَ لـيو الحـرفُ فـي متنـاولِ الغلمـانِ |
الحرفُ يعشقُني, يُبادلنـي الهـوىو عليهِ إنّـي قـد عقَـدتُ قرانـي |
قـد قيـلَ أنّ الشعـرَ عـذبٌ حُـرُّهُهذا الذي مـا كـان فـي الحسبـانِ |
لـوددْتُ تقليـدَ الجـدودِ الغابـرينَ العارفـيـنَ بمهـنَـةِ الإتـقـانِ |
لوددتُ إشهـارَ الصقيـلِ بوجـهِ أرْبابِ الرصـاصِ و فَيْلـقِ الطيَـرانِ |
لوددْتُ طبْعاً عن فحولِ الشعرِ كالصْصُعلـوكِ والكِـنْـديّ والحَمَـدانـي |
درويـشُ و السيّـابُ و العقّـادُ أهلُ النّقـدِ و التبيـيـنِ و التِبـيـانِ |
الشعـرُ ويلـي صيّـروهُ بضاعـةًتُشـرى تُبـاعُ بأبخـسِ الاثـمـانِ |
[td:8394 style="FONT-STYLE: normal; PADDING-LEFT: 15px; PADDING-RIGHT: 15px; FONT