توفيق حجازى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

توفيق حجازى

توفيق حجازى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تم إنشاء موقع الفنان الأستاذ / توفيق حجازي إهداء من حمام مسعد
اجمل التهانى وارق الامانى للعضوه عاشقه الضاد بمناسبه الخطوبه السعيده
بدء دورات الخط العربى بقر الجمعيه

    تطور كتابه المصحف الشريف

    توفيق حجازى
    توفيق حجازى
    Admin


    عدد المساهمات : 682
    تاريخ التسجيل : 04/05/2010
    العمر : 63

    تطور كتابه المصحف الشريف Empty تطور كتابه المصحف الشريف

    مُساهمة  توفيق حجازى الأحد يونيو 27, 2010 12:40 am

    تطور الخط العربي في كتابة المصحف الشريف:
    المصحف الشريف له مكانة مقدسـة في نفوس المسلمين لما يتضمنه من كلام الله تعالى.. لهذا فقد لقي رعاية بالغة منهم عبر التاريخ من ناحية الشكل والخط والتزيين، فضلاً عن المواد المستخدمة في ذلك من صحف وعسب وورق ولخاف (بعض أنواع الحجارة ) وغير ذلك من مواد الكتابة وفنـون التجليد.
    رحلة الخط العربي في أرقى مستوياتها عكسها وأشعها المصحف الشريف عبر العصور من خلال تنافس وتباري الخطاطين في كتابته ونسخه وإجادة خطه وهي تخلد ذكراهم وتقربهـم إلى الله تعالى.يرجع الفضل إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في جمع المصحف الشريف من صدور الحفظة بعد استشهاد عدد كبير منهم في معركة اليمامة، واستجابة لاقتراح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال له: "إن القتل قد استحرَّ بقراء القرآن يوم اليمامة، وإني أخشى أن يستحرِّ القتل بالقراء في المواطن كلها وأرى أن نأمر بجمع القرآن "
    ولكن أبا بكر الصديق رضي الله عنه تردد في البدايـة خشية أن يفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فترة شرح الله صدره لما اقترحه عمر بن الخطاب فكلّف زيد بن ثابت وقال له: " إنك شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فتتبع القرآن ".
    يقول زيد بن ثابت: " فتتبعت القرآن أنسخه من الصحف والعسب واللخاف وصدور الرجال. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ من ذلك ".
    ومن هنا جُمع المصحف على صحائف من الرقّ متشابهة في الطول والعرض متفقة في النوع مرتبة بين دفتين بعد أن كان مدوناً على قطع كبيرة وصغيرة من العظم والعسب والألـواح واللخـاف.
    كان شكل كتابة زيد بن ثابت بأن يترك فراغاً بين كل آية وأخرى أوسع قيلاً من الفراغ الذي كان يتركه بين كل كلمة وأخرى، كذلك كان يترك فراغاً أوسع قليلاً من الفراغ الذي كان يتركه بين كل سطرين متتاليين في حالة الفصل بين السـور وكان يستخدم الخط الجاف الذي يميل إلى التربيع أو الخط ذا الزوايا والخط اللين الذي يميل إلى الاستدارة وكان الخط الأول (الجاف) يستعمل عادة في الشـئون الهامة، بينما يستعمل الخط الثاني في الشئون اليومية العادية، وقد استخدمه الصحابة حينما كان يمليهم الرسول شيئاً من القرآن لسهولته ويسره، والراجح أنّ الخط الذي كتب به زيد بن ثابت صحائف أبي بكر كان من النوع الجاف الذي يمتاز بجلالته وفخامته، والذي تمثله المصاحف المكتوبة بالخط المعروف (الخط الحجازي) والتي وصلت إلينا تطوراً له في شـكل المصاحف المعروفـة.
    بعد الفتوحات تعددت اللهجات وحدثت مشكلات من خلال تعدد المصاحف الأمـر الذي جعل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يوحّد المصحف. ويكتب المصحف العثماني المتداول حتى الآن.
    لقد حسـم عثمان بن عفان رضي الله عنه هذه القضية بعد استشارة الصحابة فأجمعوا على ضرورة نسخ القرآن نسخة موحدة منطلقة من صحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه مكتوبة بلسان قريش تكون مرجعاً، ونسخ منها عدة نسخ وأرسل منها إلى الأمصار، أهل الشام ومصر والبصرة والكوفة ومكة واليمن، وأقرّ بالمدينـة مصحفاً، وهذه المصاحف يقال لها (المصاحف الأئمة )، وكلها بخط زيد بن ثابت، ويقال لها المصاحف العثمانية برغم أنها ليست بخط عثمان رضي الله عنه لكن ذلك نسبة إلى أمـره وعهـده.
    وقـد أرسل عثمان بن عفان مع كل مصحف من المصاحف المرسلة إلى الأمصار إماماً قارئاً، فكان زيد بن ثابت مقرئ المصحف المدني، و عبد الله بن السائب مقرئ المصحف المكي، والمغيرة بن شهاب مقرئ المصحف الشامي، وأبو عبد الرحمن مقرئ المصحف الكوفي، وعامر بن عبد قيس مقرئ المصحف البصري،
    ويرجّح أن هذه المصاحف كتبت بالخط المدني الذي كان في المدينة على الرقوق المصنوعة من الجلد حيث أجمع الصحابة على كتابة القـرآن على الـرقّ لطـول بقائه ولأنه الموجود عندهم حينئذٍ.
    مصيـر المصـاحف الأئمـة: يـروي ابن كثير أنّ أشهر هذه المصـاحف بجامع دمشق شرقي المقصورة، وقد كان بمدينـة طبرية ثم نُقل إلى دمشق سنة ثماني عشرة وخمسمائة، وقد رآه ابن كثير (كتاباً عزيزاً جليلاً ضخماً بخطٍ حسن مبين قـوي بحبرٍ محكم في ورقٍ يظنـه من جلود الإبـل ).
    بالنسبة للمصحف الذي كـان يقرأ فيه عثمان رضي الله عنه عندما قتل عام 35 هجري كان موجوداً في مطلع القرن الثالث الهجري كما يقول أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 222 هجري: "رأيت المصحف الذي يقال له الإمام، مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء وهو المصحف الذي كان في حجـره حين أصيـب ".
    أول مـن كتب المصـاحف:
    ذكر ابن النديم في كتابه الفهرست أنّ أول من كتب المصاحف في الصدر الأول للإسلام ووصف بحسن الخط هو (خالد بن أبي الهياج)، حيث رأى ابن النديم مصحفاً بخطه وكذلك أيضاً شخص يدعى (سعد خصه) كان يكتب المصاحف للخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (86-96هـ /705 –715م)،
    ويذكر أنه هو الذي كتب الآيات القرآنيـة الموجودة في قبلة المسجد النبوي في المدينة بالذهب من{ والشمس وضحاها} إلى آخر القرآن،
    أما المصحف المعروف بـ(مصحف أماجور) في العصر العباسي بين سنتي (256-264هـ) فيعدّ أقدم المصاحف التي تحمل تاريخاً محـدداً. ويتعـرف الخبراء على المصاحف الحجازية أو الكوفية المبكرة من خلال طريقة شكل كلماتها وغياب الأعجام عن أغلب حروفها المتشابهة، كما تتميز كذلك بأن عرضها أكثر طولاً من ارتفاعها.
    مسيرة تطور الخط العربي من خلال المصحف الشريف:
    نشـأ الخط العربـي متأثراً بالخـط النبطـي وكان التطور الأول للخط العربي في الحجاز في القرن الأول متمثلاً فيما يطلق عليه الخط الحجازي، هو خط مائل إلى طرف اليد اليمنى، وفي القرن الثاني أصبح الخط الكوفي- نسبة إلى الكوفة – هو الخط الذي كتبت به المصاحف، وهو خط جاف، ولمـا بدأت حركة التأليف والترجمة لجـأ الورّاقون إلى ابتكار أسلوب جديد للكتابة أُطلق عليه الخط الوراقي أو الخط المحقَّق، وهذا الخط هو الذي أَدخَل عليه بعد ذلك إصلاحات مهمة كل من ابن مقلة في القرن الرابع الهجري، وابن البواب في القرن الخامس الهجري، فقد جعل ابن مقلة للخط العربي نِسَباً هندسيّـة بالقياس إلى حرف الألف، ثم أضفى ابن البواب مسحة جمالية على الخط طوّرهـا بعد ذلك ياقوت المستعصمي حيث بلغ الخط العربي في مدرسة بغـداد قمة ازدهـاره. وبعـد سقوط بغـداد ورثت القاهرة عملية تطوير الخط العربي مع ابن الوحيد وابن الصائغ والطيبي حتى ظهور المدرسة العثمانية التي أدخلت تطوراً مهماً على الخط النسخ والثلث، وأصبح خط النسخ يعرف بخادم المصحف بحيث أصبح المصحف لا يكتب إلا بالنسخ.
    مجموعـات المصاحف النـادرة:
    توجـد أكبر وأروع مجموعات المصاحف في العالم دون شك في مكتبة متحف باستنبول، وهي المصاحف التي كانت في الخزانة الخاصة بالسلاطين من آل عثمان،
    كما توجد مجموعات أخرى في إيران بقبـة الإمام الرضي ،
    ومجموعة ثالثة بدار الكتب المصرية بالقاهـرة، وكذلك في الهند والقيروان،
    ومع الأسف توجد مجموعات خارج العالم الإسلامي في المكتبـة البريطانية بلندن والمكتبة الوطنية بباريس ومكتبة الفاتيكان بروما، ومكتبة شيستربتي بدبلـن، ومع الأسف الشديد أيضاً فإنه باستثناء مجموعة مكتبة شيستربتي التي جُمعت بعناية فائقة فإن اقتناء بقيـة المكتبات خارج العالم الإسلامي لهذه المصاحف لم يكن بشكل منظم ودقيق مثل مخطوطات الأدب والتاريخ والعلـوم.
    ونستطيع أن نضيف إلى هذه المجموعات مجموعتين خاصتين ذاتـي قيمة كبيرة: الأولى المجموعة التي بدأ في تكوينها ناصر خليلي منذ أكثر من عشرين سنة وتوجد الآن في لندن )، والثانية التي جمعها الدكتور عبد اللطيف جاسم كانو وأهداهـا (بيت القرآن) الذي أسسه في البحرين 1990ميلادية.·
    كما تميـز العصر المملوكي بالثـراء الثقافي وخلف العديد من نسخ المصحف المخطوطة ومن بينها المصاحف التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية ( مصحف السلطان الناصر محمد بن قلاوون) الموقوف على جامعة بالقلعة سنة 730هـ، وهو مكتوب بالخط المحقق بماء الذهب المشعر بالأسود مقاسه(54×38سم ) ثمانية أسطر، ومصحف أمر بكتابته السلطان الناصر بن محمد بن قلاوون سنة( 575هـ /1356م ) ثم وقفـه السلطان أبو المظفر شعبان على المدرسة المعروفة بأم السلطان بخط التبانة في ذي القعدة سنة 769هـ. ومصحف السلطان 778هـ على مدرتـه وهو بالخط المحقق كتبه في (5) محرم سنة 477 علي بن محمد وذهّبـه إبراهيم الآمدي مقاسه (73 ×52سم ) 13 سطراً ومصحف في جزأين بالخط الريحان وقفـه السلطان شعبان سنة 770هـ وهو من تذهيب إبراهيم الآمدي مقاسه 75.5× 56سم ) 7 أسطر ، ومصحف السلطان برقوق كتبه عبد الرحمن بن الصائغ بقلم واحد في مدة ستين يوماً وفرغ منه في (6) ذي الحجة 801هـ مقاسه (105×80سم ) 11 سطراً ، ومصحف السلطان فرج بن برقوق كتبه أيضاً عبد الرحمن بن الصائغ سنة 814 هجري مقاسه ( 95×75سم ) 11 سطراً ، ومصحف السلطان المؤيد شيخ 820هـ (98×78سم ) 11 سطراً ، و9 مصاحف للسلطان الأشرف برسباي ما بين سنتي 821و841هـ وعدد من المصاحف للسلطان الأشرف أبي النصر قايتباي 889هـ. ومصحف الغوري سنة 908هـ.
    مسيرة المصحف في الدولـة العثمانية: بعد سقوط دولة المماليك في مصر في مطلع القرن العاشر الهجري، أصبحت اسـتانبول عاصمة الخلافة الإسلامية بمقر الخلفاء العثمانيين هي مركز الفكر والفن في العالم الإسلامي الأمر الذي سـاعد على انتشار أسلوب الخط الجديد الذي طوره الخطاط التركي الشيخ حمد الله الأماسي. ومن ثم أصبح خط النسـخ منذ هـذا التاريخ هو الخط المفضل لكتابة المصاحف ووصفتـه المصادر العثمانية بأنـه خادم القـرآن فقد كانت المصاحف قبل ذلك تكتب بخطوط المحقق والريحان وأحياناً الثلث، بالإضافة إلى النسخ، فكتب ياقوت على سبيل المثـال المصاحف بخط النسخ وخط الريحان، كما أنه استخدم جميع هذه الخطوط في الصحيفة الواحدة في المصاحف ذات الحجـم الكبير، وقد أطـلق العثمانيون على المصاحف المكتوبة بهذا الشكل (طريقة ياقوت)، واستمرت نفس الأساليب عند التيموريين بالإضافـة إلى المدرسـة المصرية، ولم يستمر من هذه الخطوط سـوى الخط المحقق فقط الذي اسـتخدم في كتابـة البسملة، ثم هجر استعماله نتيجـة لعـدم قبوله للتراكيب لقـلة حـروفـه المقوسـة والمسـتديرة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:05 pm